الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

آيات وخواطر 2 ،

*الصورة للزميل عبدالله الشريدة .
http://www.flickr.com/ebnmajed/

آيات وخواطر2


*جهد بسيط في محاولة تدبر بسيطة ،


- [ وما كان الله ليضيع إيمانكم ]


سبحانك ربي ، لن تضيع جهدنا ، يقيننا ، تعبنا ، نصبنا ، لن تضيع نقودنا وأوقاتنا سدى ، ستجازينا بفضلك .


تعاملنا بطبعك وليس بفعلنا ، سموت في علاك وتقدست .

ربّي لن تضيع رجائنا ، يقيننا بنصرك ، حبنا لدينك ، لن تخذنا يا ربّ ،


لن تضيع عملنا ورجائنا الدنيوي والأخروي ، بل ستوفقنا وتعيننا .




- [ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]


معنى رائع وجميل ،

لكل قبلته ، لكل فكره ، لكل علمه ، لكل ولاؤه وحبه ،



هل المطلوب أن تضايقهم ؟ أن تصادمهم ؟ أن تهاجمهم ؟

لا ، " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" استبقوا ،

عليك نفسك فقوّمها وزكّها ،

استبقوا العمل والخير والحب وتزكية النفس والبذل والإيمان ،



لم يقل تسابقوا ، بل "استبقوا" ابتدروا ، وإن حصل فاقترعوا ،



- [فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]



اذكروني أذكركم !

معنى هاااائل جدا ، معنى ذلك أن الله سيذكرك بمعيّة ملائكته وسدنة عرشه ،

ربما سمع ذكره لك جبريل أو ميكائيل ، ربما ذكروك معه ،

بمجرد أن تذكره سبحانه وتعالى ، فسيذكرك .


اذكره في نفسك وسيذكرك في نفسه ،


اذكره وناجِه وأحببه ، ولا تأسف فهو أكرم الأكرمين .



-[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ]



هذه قطعيّة لا يملكها إلا محمد عليه السلام ،

اتّبعني يحببك الله ، أطعني واقتدِ بي تصل لربّك وتَنَلْ مرضاته .



أنت تدعوا الناس وتحاول إرشادهم ولكن تذكر! ، ليس لديك قطعيّة محمد .




- [ ...وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ]



وردت الآية في سياق أحكام الطلاق ، ولكن معناها أعتقد أنه متعدي لكل مناحي الحياة ،



بعد الخلاف والشقاق والنزاع الذي تمتلئ به حياتنا ليس الأفضل أن تنتقم أو أن تعرّض بخصمك أو تقبّح صورته ،

لا ، "أن تعفوا" هو أقرب وأرجى للتقوى ،

العفو معنى سامي راقي ، لا تستطيعه إلا النفوس الكريمة ،

" وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" ، لا تكن لئيما ، لا تكن ناكرا للمعروف ،

لا تنسى إحسان من حولك لك ، لا تنس بذلهم ، لا تنس عطائهم ،



قبل أن تتصرف مع أحد لا تنس فضله عليك وبذله لك ، وإن لم تجد فــ " أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" .



- [ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ]


لست يا محمد وكيلا على أحد ،


"ما أنت عليهم بمسيطر" ، لست من تدخل الناس النار والجنة ،

ليس نائبا عن الله في أرضه ولا مفوضا باسمه ،

وهم ليسوا على صواب ، فـ ذرهم ، سيأكلون ويبغون ويبطشون ، ويستهزئون ويحقّرون ،

وربّنا يلهيهم بالأمل ، يزين لهم عملهم ، يمهلهم ولا يهملهم ،


لكن! ، سوف يعلمون ، وكفى به تهديدا من رب العالمين .



أنت هو أنت فقط ، في حياتك ومماتك وبعثك وحسابك وجزائك .



- [وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ]


لا تخضعوا ، لا تذعنوا ، لا تذلوا أنفسكم ،

لا يصبكم اليأس والإحباط والملل ،

لأنكم أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، مؤمنين حقا ،


إيمانكم الذي يوجب عليكم العمل والبذل والتضحية ،

إيمانكم الذي يُحَتّم عليكم أن تستبقون مع الأمم الأخرى في درب الحضارة .



لا تَهِن ولا تحزن ، لأنك أنت الأعلى والأعظم والأرقى ، بعملك وسعيك وبذلك المنطلق من إيمانك وصنع يدك .



- [ ... فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ... ]


قصة آل عمران قصة ملحمة ابتهال وحب ورجاء ،

قصّة تسليم وانقياد واستسلام لله وحده ،

قصة إخلاص وصدق ،



فجازاهم ربهم بأن تقبّل مريم بقبول صالح وأنبتها نباتا حسنا ، وبارك فيها وفي ابنها .


أخلص لربك وأحببه صدقا ، أطعه والتجئ له ، ولن يخيّبك الكريم –سبحانه- .



- [وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا... ]


كمال العدل والإنصاف والتبيين ،

بدأ بالإيجابي من عملهم ، مع أنهم أهل كتاب وليسوا مسلمين .

والمقام مقام تحذير منهم وعتاب لهم ، ولكن بدأ بإيجابياتهم .



الإنصاف والعدل ، يفيد الشخص المعني بالكلام ، ويفيدك أنت لأنك تربّي نفسك على ذلك وتجبرها عليه إجبارا . - [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ] ،


البكاء ليس المقصود من التدبر أبدا أبدا !


نعم البكاء لوحده فقط ليس مقصودا ، وإنما المقصود ما وراءه من العمل والوهج الروحي الــمُتّقِد في نفس الشخص .

أيضا المقصود من تلاوة القرآن وتدبره هو تفهم المعاني والقيم الداعية للعمل والتميز والبذل في آياته ،



ليس شرطا أن تبكي أو تتباكى ، المهم أن تعمل وتطبق ما سمعته وتدبرته .

"يتوكلون" ! ، لن يتوكلون قطعا في البكاء ! قطعا !

سيتوكلون على ربهم في الفعل والنزول للميدان والبذل ،

سيتوكلون على ربهم في مواجهة المصاعب والمشاكل المحيطة بهم في عملهم .


فكّر كم شخص يصلي التراويح ويبكي بحرارة ، ثم يخرج ليغشّ أو يكذب ؟! - [ فآتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ] ،



الله عزّوجل لم يفرض علينا أعمالا لا تناسب طبائعنا وغرائزنا ،

بل حتى الجزاء لبّى فيه بعض ما نتطلع له أحيانا ،



الله يعطيك ثواب الدنيا قبل الآخرة ، يعطيك النعيم والحب والسعادة والهناء ، ويرزقك في الآخرة النعيم والجمال والحبور والراحة .


خاطب من أمامك بما يحبّ ، رغّبه وحببه للعمل . - [...ومن يغفر الذنوب إلا الله... ] ،



سبحانه جل وعلا ، تعالى وتقدس ،


الناس بالعادة إن خافوا من شيء هربوا منه ، أما الله العليّ الرحيم نخاف منه ونهرب له !

نهرب له ونلتجئ ونتودد له ، نرجوه ونطلبه ونتمسكن إليه ،


مع كل ما تطلبه من ربك وترجوه ، تذكر أن ربك أرحم بك من نفسك . - [ إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ] ،



الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء أبدا ، ولا يفوته أي عمل من أعمال عباده ،

الخفي منها والمعلن ، الخالص والمشوب برياء ، كلها مسجلة ومحفوظة عنده سبحانه .



أيضا الله عزوجل يعلم ذنوبك كلها ، القديمة والجديدة ،

هل تتذكر ذنبا عملته قبل 4 سنوات ؟!

الله يذكره ،

هل تتذكر ابتسامة ليتيم قبل شهرين ؟!

الله يذكرها ،

سبحانه لا يغيب عنه شيء أبدا ،



أنت تتعامل مع أكرم الأكرمين ، وأحفظ الحافظين ، وهو سبحانه فوق هذا كله رحمته سبقت عذابه . - [...أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا... ] ،



خاف القوم من التغيير والتبديل !

وما أشبه بعضنا بهم !

نخاف كثيرا من تغيير اعتقاد أو قناعة لأنها عتيقة ، وكأن قِدَمَها قد حولها لقداسة مطلقة !


لا تتحرج أن تغير قناعة أو فكرة ، وكن أشجع وأعلن ذلك على رؤوس من يهمهم الأمر ! - [ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة... ] ،



آية شاملة لأمور كثيرة متعلقة بالدعوة والإرشاد ،


هذه سبيلي ، حدد الدعوة ومجالها ، ارسم حدودها ومواطن عملها ، باختصار كن منظما ومحددا .

أدعو إلى الله ، أخلص عملك ونيّتك وحبّك وبذلك وتنازلك لله وحده .

على بصيرة ، باختصار : كن واضحا ومَرِنا .



آية عظيمة وملهمة ، تدبرها واقرأها جيدا ، واجعلها شعارك في الحياة إن أردت .

"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا..." آية في نفس المجال .



واجه التخريب المنظم ببناء منظم ! - [...ولا تيأسوا من روح الله... ] ،



سماها رَوْح ، روح تنتشر وتملأ فضاءات التفكير والعمل ،

روح الله عزوجل ، يبعث فيك الأمل والصبر والمثابرة ،

يحدو بك في طريق التغيير والتميز ، يرشدك إن تُهْت وتغيّر مسارك .



استمسك بروح الله وتعلق به ، تجد راحة وحبا وعونا وأملا وصبرا . - [...ونحن له مسلمون ] ،



يا خي أنا مسلم! ،

مسلم! ، كثيرا ما نرددها ويتبادر لنا بمجرد سماع الإسلام الصلاة والزكاة والحج والجهاد فقط!

وهذا خلل كبير !



الإسلام هو الحب والتسامح ، الإسلام هو الحفاظ على البيئة ، الإسلام هو العادات الجميلة والأخلاق الرائعة ، الأخلاق هو العلاقات الراقية الوفيّة ، الإسلام هو الاقتصاد الناجح .



قَصْرُ مفهوم الإسلام على الجانب التعبدي التقليدي حجّم من دور الإسلام الإصلاحي .

عبدالرحمن ،





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق