السبت، 4 ديسمبر 2010

صباحو ! :)

صباحو ! :)

*الصورة لي =)
http://www.flickr.com/photos/abdulra7man_badr/

صباحكم كوب قهوة بارد في أول شارع الشانزلزيه!
صباحكم لندن وضباب وحفلة أبو نورة!


صباحكم دخان كثيف يغطي ملصق (ممنوع التدخين)!
صباحكم حديث "اذكروا محاسن موتاكم" حديث ضعيف!
صباحكم سائقة مترو ثملة في شمال استكهولم!
صباحكم سوق الذهب والذهب مرتفع!
صباحكم مثقف سعودي لا يملك إيميل!
صباحكم حادث سيارة لـ (ديانا) في أرامكو الشرقية!
صباحكم جامعة الإمام تحتفل باليوم الوطني!


صباحكم عبدالله -رحمه الله- لن يعود أبدا لكنه موجود!
صباحكم كفيل يقول لمكفوله (البنقالي) : آسف!
صباحكم عبودي يبشرنا (أمي جابت بنت)!
صباحكم طالب علم يصدر بدل فاقد لتصريح الفتوى الخاص به!


صباحكم فيصل بن عبدالعزيز يقطع البترول عنهم!
صباحكم الرياض ما فيهاش فساد أبدا!
صباحكم الأتراك يطيحون بتسلط الجيش!
صباحكم شارعنا يرصفونه للمرة التاسعة!
صباحكم الخطوط السعودية تتأخر رحلتها ل (نجران) على غير العادة طبعا!


صباحكم الحياة معطلة بسبب الصلاة!
صباحكم جدي ناصر يبتسم وهو في غيبوبة!
صباحكم تقاسيم سائق "خط البلدة" يقود بلطف في البطحا!
صباحكم بنت تصيح تبي مصروف زيادة (بس ريالين)!
صباحكم طابور إعاشة في إسلام أباد!
صباحكم باكستاني يحاول عبثا التقاط إذاعة كابل!
صباحكم طفل نسي واجب الحصة الأولى!
صباحكم طبيب قلب غربيّ الموصل يدخن بشراهة!
صباحكم (عمدة الأحكام) في يد طالب شريعة!


صباحكم سلمان يصدح ب (عداتي لهم فضل علي ومنة)!
صباحكم اندفاع مارثن لوكر (آي هاف دريم)!
صباحكم بدر بن عبدالمحسن (القطار وفاتنا..والمسافر راح)!
صباحكم طلال يحبك حتى لو أنت هاجر!

صباحكم بجعة..ربما سوداء!
صباحكم عجوز غزاوية توقظ حفيدها بعد استشهاد والديه!
صباحكم كفاح ودفاع فلسطيني و..قرص بر!
صباحكم سلاح عربي صدئ!
صباحكم طفلة فلسطينية طريق مدرستها محاط برشاشات!


صباحكم زحمة خريص!
صباحكم مخرج 10 فاضي!
صباحكم همر أخضر ورقم الـ (BB‏‏)‏‏ في الخلف!

عبدالرحمن – صباحات أكتوبر ونوفمبر ،

الخميس، 18 نوفمبر 2010

صباحكم عيد !

صباحكم عيد !

الصورة مش ليّا ، من النت ^^


صباحكم عيد في مكة..في منى..حيث –يفترض- أن لا تفرقة ولا طبقية..
صباحكم عيد صافٍ جميل نَشِط ، صباحكم مكة !


صباحكم عيد في الباكستان..كفّ طفلة صغيرة نُقِش عليها بالحنّا نقشة تسمى "نقش الأمل" !
صباحكم عيد صاخب بارد..وربما دامٍ ، صباحكم باكستان !


صباحكم عيد في الرياض..في البطحا !..الشارع يموج بألوف الناس الباسمة البريئة !
صباحكم عيد مزعج مكتظّ! ، صباحكم شارع البطحا !


صباحكم عيد في القدس..في حرم الأقصى الشريف..عجوز مقدسية ترفع يدها "يا رب قدسك لا تضيعها..يا رب" !
صباحكم عيد مليء بصور الرشاشات والحواجز الأمنية..صباحكم فلسطين !


صباحكم عيد في كوالالمبور..في مصلى العيد..حيث سطور المصلين فعلا!
صباحكم صلاة وصيام تورث بناء وعملا وبذلا..صباحكم ماليزيا !


صباحكم عيد في دمشق..صباحكم زقاق بجانب الجامع الأموي..بائع بقلاوة يبتسم للمارة ، ويطفف على نفسه للناس !
صباحكم هدوء وسكينة وتفاح..صباحكم دمشق !


صباحكم عيد في أسطنبول..صباحكم شطّ البسفور..طفلة تبيع الورد للناس.."الورد يبيع بعضه" ؟!
صباحكم نزاهة وعدالة..صباحكم تركيا !


صباحكم عيد في الفلوجة..صباحكم الركعة الأولى من صلاة العيد..رجل يزيح طرف "رشاشه" لكي يجد مكانا ليسجد !
صباحكم قتل ونهب..وربما إرهاب! ، صباحكم عراق مكلوم !


صباحكم عيد في حريملا!..صباحكم أبوي ناصر –شفاه الله- كان ينزل لبيته..يتخطّفه أولاده وبناته وأحفاده !
صباحكم حلم ورجاء وأمل عودة..صباحكم غرفة310 في الشميسي !


صباحكم عيد في غزة..صباحكم فتى غزاوي..يعود ليزور سطرا كاملا من عائلته في المقبرة !
صباحكم حرية وكرامة..صباحكم في غزة !


صباحكم عيد في القاهرة..صباحكم نهر النيل..حيث الفرح يسبح في العيون والماء !
صباحكم فرح وانبساط وعفوية..صباحكم أم الدنيا !


صباحكم نفود ووناسة! صباحكم طعس أم حزم! ، "ربع" يناقز ويطامر ويراقي..هو في النهاية مستانس !
صباحكم دلة قهوة "مهيّلة" وسكّري :) ، صباحكم فيافي نجد الباردة !


صباحكم عيد في برشلونه! ، صباحكم مسار مخصص للدراجات!! ، مسار للدراجات فقط! مدينة فعلا :)
صباحكم تفكير وثلج! ، صباحكم أسبانيا !


صباحكم شيءٌ يسمى عيدا هنا !
صباحكم عيد فرح طروب جميل !
كل عام وأنتم بحرية وعقل وجمال ورقيّ وعذوبة : )


عبدالرحمن ،
أول أضحى 31 هـ ،


الاثنين، 15 نوفمبر 2010

جدة !!

جدة !

*الصورة من قوقل لـ"أبو مروان" ،

مضى على كارثة جدة سنة تقريبا !
نعم مضت وبكل بساطة ،
لكن أرواح شهدائها لم تمض ،
دماء أطفالها لم تسِل !
أحزان أهلها لم تنقشع !

كارثة أكلت أخضرا وأخضرا ويابسا و..أرواحاً !
أغرقت أرواحاً ملؤها السكينة والحب والجمال !
ابتلعت مياه جدة أجداث أطفال ونساء..لكن يهوّن الأمر أنهم مواطنون عاديون !
لا بأس فنحن لن نخسر شيئا !
جدة سكانها –مثلا- مليون وغَرِق 100،000 لا بأس ، لن نفقدهم .

أيضا يهوّن الأمر أنهم هم من أخطئوا !
نعم هم صفوّا بيوتاتهم المتهالكة في مجرى السيل !
نهم أخطأوا ، لا ذنب لأمانة جدة ولا لوزارة التخطيط ولا لفقيه ولا ولا ولا ولا ولا ...!

مضت جدة بزفراتها وآلامها ،
ومضى المجرمون الفَسَدة بلا حسيب ولا رقيب في بلاد الشفافية والإسلام .

بالطبع نقلت لنا "و.ا.س" أن الناس خرجوا يمرحون ويضحكون بسبب المطر !
نعم فرحوا واستبشروا وسبحوا بحمد "اللي بالي بالك" وقدسوا بقدسه !
نعم الشعب الحقير المنحطّ الذي لا يساوي قيمة الحبر الذي سرق به "فقيه" أهالي جدة خرج ليفرح !

في جدة ،
الحقيقة لم ترحم أحدا أبدا ظهرت الصور "والفيديوهات" ،
ظهرت لتثبت للعالم بأن هناك أرواحا سلبت ،
ومليارات سرقت ،

*طرأ على بالي تساؤل !
نحن في بلاد "الحرمين" وجدة أقرب بلاد الإسلام لـ"مكة" ! "بمنطقهم طبعا!"
كيف وقع هذا ؟! أليست جدة أولى بالطهر والنقاء والشفافية من غيرها ؟!

ربّ إنك اصطفيت أرواحا جميلة بريئة ،
وأنت أكرم الأجودين وأجود الأكرمين ،
ربّ أنس وحشتها ،
ربّ أنس وحشتها ،
ربّ أنس وحشتها ،
ربّ أذقها حلاوة النعيم ، وارفع درجتها في عليين ،
ربّ أنعش قبورهم برحمتك ،
ربّ تجاوز عنها ،
ربّ اصفح عنها ،
ربّ ارحمها ،

عبدالرحمن ،

السبت، 25 سبتمبر 2010

غزّة ، عوداً على بدء!

*مصدر الصورة من العم قوقل .

غزّة .

تصيبني غصّة ورعشة حينما أنطق هذه اللفظة .
لا أمتلك دموعي ومشاعري حينما أذكر أشلاءهم الطاهرة ،
حينما أذكر دمائهم الزكيّة ،
حينما أذكر بسمات أطفالهم الطاهرة الأبية ،
حينما أذكر كل هذا يصيبني خَرَس !

مضى على قصف غزّة الأبية "معركة الفرقان" سنتان ، فـ هل نسينا ؟!

إن كنا نسيناهم ونسينا شهدائهم وجرحاهم ومرضاهم و..حياتهم كلها ،

فثرى غزة لم ينسى ، أطفال غزة لم ينسوا ، نساء غزة لم ينسوا ،
جدران المساجد ما نسيت ،
خطوط القبور التي سطّرت عارنا ما نسيت ،
مخابزهم الرطبة ما نسيت ،
رشاشاتهم ما نسيت ،
التاريخ كله ما نسي .
بل وما فتئ يحاول تذكيرنا وإعادتنا للحدث ولكن بدون جدوى .

"محمد البرادعي" طفل استشهد في القصف الإسرائيلي الغاشم .
نعم ارتقت روحه التي عمرها خمسة أشهر فقط !
محمد طفل فرحه به أبوه "ناصر" بعد انتظار دام خمس سنين ،
ياااااااااااااااااه خمس سنين وبعدها يتم خمسة أشهر في الدنيا ثم يقتل !
أي وحشية وهمجية تلك ؟!

ستبقى "مجزرة غزّة" شاهدة على دور العرب والمسلمين المتخاذل وهمجية ووحشية الصهاينة .
والجيّد في الموضوع أن التاريخ لا ينسى أبدا .

عبدالرحمن البدر
25-9-2010 .





الثلاثاء، 31 أغسطس 2010

آيات وخواطر 2 ،

*الصورة للزميل عبدالله الشريدة .
http://www.flickr.com/ebnmajed/

آيات وخواطر2


*جهد بسيط في محاولة تدبر بسيطة ،


- [ وما كان الله ليضيع إيمانكم ]


سبحانك ربي ، لن تضيع جهدنا ، يقيننا ، تعبنا ، نصبنا ، لن تضيع نقودنا وأوقاتنا سدى ، ستجازينا بفضلك .


تعاملنا بطبعك وليس بفعلنا ، سموت في علاك وتقدست .

ربّي لن تضيع رجائنا ، يقيننا بنصرك ، حبنا لدينك ، لن تخذنا يا ربّ ،


لن تضيع عملنا ورجائنا الدنيوي والأخروي ، بل ستوفقنا وتعيننا .




- [ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]


معنى رائع وجميل ،

لكل قبلته ، لكل فكره ، لكل علمه ، لكل ولاؤه وحبه ،



هل المطلوب أن تضايقهم ؟ أن تصادمهم ؟ أن تهاجمهم ؟

لا ، " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" استبقوا ،

عليك نفسك فقوّمها وزكّها ،

استبقوا العمل والخير والحب وتزكية النفس والبذل والإيمان ،



لم يقل تسابقوا ، بل "استبقوا" ابتدروا ، وإن حصل فاقترعوا ،



- [فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]



اذكروني أذكركم !

معنى هاااائل جدا ، معنى ذلك أن الله سيذكرك بمعيّة ملائكته وسدنة عرشه ،

ربما سمع ذكره لك جبريل أو ميكائيل ، ربما ذكروك معه ،

بمجرد أن تذكره سبحانه وتعالى ، فسيذكرك .


اذكره في نفسك وسيذكرك في نفسه ،


اذكره وناجِه وأحببه ، ولا تأسف فهو أكرم الأكرمين .



-[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ]



هذه قطعيّة لا يملكها إلا محمد عليه السلام ،

اتّبعني يحببك الله ، أطعني واقتدِ بي تصل لربّك وتَنَلْ مرضاته .



أنت تدعوا الناس وتحاول إرشادهم ولكن تذكر! ، ليس لديك قطعيّة محمد .




- [ ...وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ]



وردت الآية في سياق أحكام الطلاق ، ولكن معناها أعتقد أنه متعدي لكل مناحي الحياة ،



بعد الخلاف والشقاق والنزاع الذي تمتلئ به حياتنا ليس الأفضل أن تنتقم أو أن تعرّض بخصمك أو تقبّح صورته ،

لا ، "أن تعفوا" هو أقرب وأرجى للتقوى ،

العفو معنى سامي راقي ، لا تستطيعه إلا النفوس الكريمة ،

" وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" ، لا تكن لئيما ، لا تكن ناكرا للمعروف ،

لا تنسى إحسان من حولك لك ، لا تنس بذلهم ، لا تنس عطائهم ،



قبل أن تتصرف مع أحد لا تنس فضله عليك وبذله لك ، وإن لم تجد فــ " أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" .



- [ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ]


لست يا محمد وكيلا على أحد ،


"ما أنت عليهم بمسيطر" ، لست من تدخل الناس النار والجنة ،

ليس نائبا عن الله في أرضه ولا مفوضا باسمه ،

وهم ليسوا على صواب ، فـ ذرهم ، سيأكلون ويبغون ويبطشون ، ويستهزئون ويحقّرون ،

وربّنا يلهيهم بالأمل ، يزين لهم عملهم ، يمهلهم ولا يهملهم ،


لكن! ، سوف يعلمون ، وكفى به تهديدا من رب العالمين .



أنت هو أنت فقط ، في حياتك ومماتك وبعثك وحسابك وجزائك .



- [وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ]


لا تخضعوا ، لا تذعنوا ، لا تذلوا أنفسكم ،

لا يصبكم اليأس والإحباط والملل ،

لأنكم أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، مؤمنين حقا ،


إيمانكم الذي يوجب عليكم العمل والبذل والتضحية ،

إيمانكم الذي يُحَتّم عليكم أن تستبقون مع الأمم الأخرى في درب الحضارة .



لا تَهِن ولا تحزن ، لأنك أنت الأعلى والأعظم والأرقى ، بعملك وسعيك وبذلك المنطلق من إيمانك وصنع يدك .



- [ ... فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ... ]


قصة آل عمران قصة ملحمة ابتهال وحب ورجاء ،

قصّة تسليم وانقياد واستسلام لله وحده ،

قصة إخلاص وصدق ،



فجازاهم ربهم بأن تقبّل مريم بقبول صالح وأنبتها نباتا حسنا ، وبارك فيها وفي ابنها .


أخلص لربك وأحببه صدقا ، أطعه والتجئ له ، ولن يخيّبك الكريم –سبحانه- .



- [وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا... ]


كمال العدل والإنصاف والتبيين ،

بدأ بالإيجابي من عملهم ، مع أنهم أهل كتاب وليسوا مسلمين .

والمقام مقام تحذير منهم وعتاب لهم ، ولكن بدأ بإيجابياتهم .



الإنصاف والعدل ، يفيد الشخص المعني بالكلام ، ويفيدك أنت لأنك تربّي نفسك على ذلك وتجبرها عليه إجبارا . - [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ] ،


البكاء ليس المقصود من التدبر أبدا أبدا !


نعم البكاء لوحده فقط ليس مقصودا ، وإنما المقصود ما وراءه من العمل والوهج الروحي الــمُتّقِد في نفس الشخص .

أيضا المقصود من تلاوة القرآن وتدبره هو تفهم المعاني والقيم الداعية للعمل والتميز والبذل في آياته ،



ليس شرطا أن تبكي أو تتباكى ، المهم أن تعمل وتطبق ما سمعته وتدبرته .

"يتوكلون" ! ، لن يتوكلون قطعا في البكاء ! قطعا !

سيتوكلون على ربهم في الفعل والنزول للميدان والبذل ،

سيتوكلون على ربهم في مواجهة المصاعب والمشاكل المحيطة بهم في عملهم .


فكّر كم شخص يصلي التراويح ويبكي بحرارة ، ثم يخرج ليغشّ أو يكذب ؟! - [ فآتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ] ،



الله عزّوجل لم يفرض علينا أعمالا لا تناسب طبائعنا وغرائزنا ،

بل حتى الجزاء لبّى فيه بعض ما نتطلع له أحيانا ،



الله يعطيك ثواب الدنيا قبل الآخرة ، يعطيك النعيم والحب والسعادة والهناء ، ويرزقك في الآخرة النعيم والجمال والحبور والراحة .


خاطب من أمامك بما يحبّ ، رغّبه وحببه للعمل . - [...ومن يغفر الذنوب إلا الله... ] ،



سبحانه جل وعلا ، تعالى وتقدس ،


الناس بالعادة إن خافوا من شيء هربوا منه ، أما الله العليّ الرحيم نخاف منه ونهرب له !

نهرب له ونلتجئ ونتودد له ، نرجوه ونطلبه ونتمسكن إليه ،


مع كل ما تطلبه من ربك وترجوه ، تذكر أن ربك أرحم بك من نفسك . - [ إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ] ،



الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء أبدا ، ولا يفوته أي عمل من أعمال عباده ،

الخفي منها والمعلن ، الخالص والمشوب برياء ، كلها مسجلة ومحفوظة عنده سبحانه .



أيضا الله عزوجل يعلم ذنوبك كلها ، القديمة والجديدة ،

هل تتذكر ذنبا عملته قبل 4 سنوات ؟!

الله يذكره ،

هل تتذكر ابتسامة ليتيم قبل شهرين ؟!

الله يذكرها ،

سبحانه لا يغيب عنه شيء أبدا ،



أنت تتعامل مع أكرم الأكرمين ، وأحفظ الحافظين ، وهو سبحانه فوق هذا كله رحمته سبقت عذابه . - [...أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا... ] ،



خاف القوم من التغيير والتبديل !

وما أشبه بعضنا بهم !

نخاف كثيرا من تغيير اعتقاد أو قناعة لأنها عتيقة ، وكأن قِدَمَها قد حولها لقداسة مطلقة !


لا تتحرج أن تغير قناعة أو فكرة ، وكن أشجع وأعلن ذلك على رؤوس من يهمهم الأمر ! - [ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة... ] ،



آية شاملة لأمور كثيرة متعلقة بالدعوة والإرشاد ،


هذه سبيلي ، حدد الدعوة ومجالها ، ارسم حدودها ومواطن عملها ، باختصار كن منظما ومحددا .

أدعو إلى الله ، أخلص عملك ونيّتك وحبّك وبذلك وتنازلك لله وحده .

على بصيرة ، باختصار : كن واضحا ومَرِنا .



آية عظيمة وملهمة ، تدبرها واقرأها جيدا ، واجعلها شعارك في الحياة إن أردت .

"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا..." آية في نفس المجال .



واجه التخريب المنظم ببناء منظم ! - [...ولا تيأسوا من روح الله... ] ،



سماها رَوْح ، روح تنتشر وتملأ فضاءات التفكير والعمل ،

روح الله عزوجل ، يبعث فيك الأمل والصبر والمثابرة ،

يحدو بك في طريق التغيير والتميز ، يرشدك إن تُهْت وتغيّر مسارك .



استمسك بروح الله وتعلق به ، تجد راحة وحبا وعونا وأملا وصبرا . - [...ونحن له مسلمون ] ،



يا خي أنا مسلم! ،

مسلم! ، كثيرا ما نرددها ويتبادر لنا بمجرد سماع الإسلام الصلاة والزكاة والحج والجهاد فقط!

وهذا خلل كبير !



الإسلام هو الحب والتسامح ، الإسلام هو الحفاظ على البيئة ، الإسلام هو العادات الجميلة والأخلاق الرائعة ، الأخلاق هو العلاقات الراقية الوفيّة ، الإسلام هو الاقتصاد الناجح .



قَصْرُ مفهوم الإسلام على الجانب التعبدي التقليدي حجّم من دور الإسلام الإصلاحي .

عبدالرحمن ،





الأحد، 15 أغسطس 2010

آيات وخواطر 1 ،


*الصورة للزميل راكان ،
http://www.flickr.com/photos/31014103@N02/


آيات وخواطر 1 ،

*جهد بسيط في محاولة تدبر بسيطة ،



- [ ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء ]

سبحانك ربنا اطّلعت على كل شيء ،
على السرائر على الأفكار على المقصد ، وأمهلتنا لم تفضحنا ،

تعلم أننا نخفي حقدا على فلان ولا تحاسبنا ، لكن تعلم أننا نهمّ بقراءة قرآن فتأجرنا ، فقط نهمّ !

لا إله إلا أنت ، تباركت وجلّت عظمتك وسلطانك ،
قمة الإتقان مع قمة الحكمة وقمة الحلم وقمة العطاء ،


- [ وما من دابّة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ]

ما من دابة ، أي دابة ، أي شي يدبّ ويمشي على وجه الأرض ، كل شيء رزقه على الله ،
كل شيء مقدر ومسجل ، في كتاب مبين واضح ،
وليس لزاما عليه جل وعلا أن يخبرنا بأنه مسجل في كتاب ، ولكنه سبحانه رحيم ودود لعباده .


إن مضيت في الدنيا فاعلم تماما أن رزقك مكتوب ومقدّر ، لا تقعد وتطلبه بمعجزة ، لأ !
اذهب واسعَ وكافح واضرب في الأرض وسيأتيك ما تتمنى وتطلب من ربك الكريم العظيم .



- [ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم ]

كل شيء خزينته عند الله ،
كل شيء ، الحب الجمال المال الحكمة التميز الرحمة البطش العدل الإبداع الأدب الاحترام ... كل شيء خزينته عند الله جل وعلا ،


وما ينزّل منه إلا بقدر معلوم مفيد مجدي للناس والبشر ،
ينزّل منه بحكمته وفضله وعدله .


- [ وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب... ] ،

قضية مهمة جدا في هذه الآية ، اليهود يرمون النصارى بالضلال في العقيدة والنصارى يرمون اليهود كذلك في عقيدتهم ، في العقيدة! ، وهو يتلون الكتاب جلسوا يقرؤون الكتاب المقدس عندهم وبدؤوا يتهمون الآخرين ، اختلفوا في أمر عقيدة وعندهم نصّ مقدّس !


أفلا يسوغ لنا أن نختلف ونخطئ في أمور عادية جدا ، طريقة تفكير ؛ حُكُم على موقف ؛ رأي معين .
يجب أن نتشرّب فعلا معنى التسامح مع الآراء وعدم اعتقاد صوابيتنا المطلقة .



- [ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] ،

فعلا معنى عظيم جدا ، أسلم وجهه لله ، أسلم روحه وكيانه ، أسلم عقله وحبه وعواطفه لربه جل وعلا .

التسليم الكامل والانقياد والطاعة والحب والرجاء ، ولكن..وهو محسن !
نعم هو محسن ، هو عامل هو باذل هو نشيط ، هو مغيّر هو متميّز ،

الإيمان والاستسلام لله بدون عمل وإرادة مثل الجسم الكبير الضخم بدون روح ، لا يفيد !



- [وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربّنا تقبّل منّا إنَّك أنت السميع العليم ] ،

النبيّان إبراهيم وإسماعيل واقفان يوما من الأيام يبنيان الكعبة ويدعوان ربهما أن يتقبل منهما !
فعلا موقف غريب ،
هما نبيّان عظيمان جليلان مصطفيان ،
ويفعلان شيئا جاءهما فيه أمر مباشر من رب العالمين ،

يبنيان الكعبة ، الكعبة رمز الاجتماع والاتحاد ، رمز التوحيد والعبودية ، رمز التسليم والحبّ ، الرمز الأول للتوحيد ، الرمز الباقي ، الرمز العظيم ، كان يفعلان شيئا عظيما جدا جدا ، وفوق ذلك كلّه "يا ربّ تقبّل" !

أمر يدعو للتفكر والوقوف فعلا ، مع كل ما حازاه من أسباب استجابة الدعاء إلا أنهما يبتهلان بكل صدق "ربنا تقبل منّا" ، تقبل عملنا تقبل جهدنا ، تقبّل حبنا تقبّل تقصيرنا ،

قِف ملياً وادعُ ربّك بالقبول .




- [ تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ]

تلك أمة قد خلت ، ذهبت وفنيت وانقضت ،
طواها التاريخ ، لها عملت لها ما بذلك لها ما قدمت لربها ، وعليها أيضا ما عليها ،
ولكم ، ولكم أنتم ما كسبتم ، ما عملتم وأخلصتم ودعوتم .


أنت لا تسألون أبدا عنهم ، لا تسألون لماذا لم تسبوهم ! ، لا تسألون لماذا لما تحاسبوهم وتعرّوهم للناس ! ، لا تسألون لماذا لم تدخلوا في نواياهم !


أبدا ،
سوف تسألون عما قدمتم أنتم ، أنتم فقط .





- [...إذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ]

صلى علي إبراهيم وعلى نبينا محمد عليهم الصلاة والسلام ،
قال له ربه أسلم ، أطع ، اِنقَد لي ، سلم أمرك ، فلم يتلكّأ ويتردد ويقف ، قال أسلمت ،


أسلمت لك ربي كل محبتي وخوفي ورجائي ، أسلمت لك نيّتي ، أسلمت لك دعائي ، فارحمني يا رب .



عبدالرحمن ،

الجمعة، 6 أغسطس 2010

خليك محترم !



*الصورة ربما غير معبرة تماما ^_^
*مصدر الصورة : آية الله قوقل



خليك محترم !



احترام ،

كلمة جميلة جدا ، كلمة رائعة ، تشعرك بالعيش في عوالم نقية صافية : )

لكن تطبيقاتها على أرض الواقع مختلفة جدا عند "البعض" .


مهما كنت سلفيا تنويريا إصلاحيا صوفيا شيعيا مسلما كافرا يهوديا بطيخياً فأنت تحتاج للاحترام .


الاحترام أساس وأرضية لا بد أن يتفق عليها في الاختلاف !

ثقافتك وفكرك وأسلوبك الأدبي وجمال صوتك ومهاراتك لا قيمة لها بدون احترام ،

وإن صار لها قيمة فستكون على جرف هارٍ لأن الحر يأبى العيش بدون احترام .



في بالي عدة نقاط : )



-احترام الجهود :

نقطة مهمة جدا ، فنسف الجهود والأعمال أمر ينتشر عند البعض ، وللأسف يتواجد بكثرة في العوالم التطوعية "شف المشروع البايخ ، بالله وش سووا ؟! " ،

قد يكون المشروع فعلا ليس مجديا ولا مهما ، لكن يجب على الأقل أن تقدر وتحترم النية الطيبة المصلحة الموجودة في نفس هذا الشخص .

جرب أن ينسف أحد مشروعا أو فكرة لك !



-احترام المسؤولية :

أن تكون رأساً فهذا يعني أن تكون مسائلا عن الكثير ،

اعمل وخطط وكن على قدر من المسؤولية عن عملك ، الثقة الممنوحة يجب أن لا تكون هباء ، وقمة التقدير والحفظ لها أن تعمل بإخلاص .

"يا رجال خل شغلك سلق بيض! " كلمة أسمعها كثيرا ! ، تنبع من تجاهل ولا مبالاة من شخص حمل مسؤولية ،

أنجز ما تتطلبه مسؤوليتك و"حتكون راقل محترم" : )



-احترام المشاعر :

القضية هنا ليست رومانسية أو حب وحنان ، ولكنها الحد الأدنى من احترام المشاعر وتقديرها ،

البعض ينظر للموضوع كتميّع وعدم رجولة ، والحقيقة أن احترام المشاعر مكمل أساسي لشخصية الإنسان المتوازن ،

دلل طفلك عند رجل –لا ينجب- وبالغ في ذلك وسترى!



-احترام العقول :

العقل من الممكن أن يقبل بقول "لا" !

لكن الذي لا يقبله بل ويثور عليه ويدمره هو أن تحاول أن تمرر "أسبابا سخيفة" عليه ،

عقول الناس ليست لعبة ، أي كلمة ممكن تطلقها أو تنشرها فثق تماما أن هناك عقولا تختلف في تفكيرها ومقاصدها ستتلقاها وتحللها كل عل ما يرى ،

لا تحاول أن تستهزئ بعقول الناس ، وتغطي شمس الحقيقة بـ"طربال" المحبة أو الشفقة ،

جرّب وقل لزميلك : أنا ترى عندي 6 أصابع بس أنت ما تشوفها! ،



-احترام الكلمة :

احترم مكانك وقلمك وكلمتك وتأثيرك ،

احترام قراراتك ولا تكن عبثيا ،

احترم قدرات الناس وتحليلاتهم لكلامك ،

احترم تصديق الناس لك ، لأن بناء جسر الثقة المهدوم بينك وبين الناس صعب ،

انصب على أخوك : ) ، واطلب منه تصديقك مرة أخرى !



-احترام النقاش :

أكبر دليل أن طرف النقاش يحترم الطرف الآخر والمتابعين والموضوع نفسه هو أن يقرّ باقتناعه بالفكرة الأخرى –إن حصل ذلك طبعا- ،

إن كابرت وعاندت فأنت لا تقيم للنقاش وأطرافه أي احترام ولا تقدير ،

ناقش وناقش وناقش ثم قل : حتى لو كلامك صحيح منب مقتنع ! وانتظر ردة الفعل .



-احترام حرمة الميت :

مهما اختلفت مع الجابري أو أبو زيد أو حسين فضل الله أو أو أو ...

أرجو أرجوك أرجوك ، احترم حرمة الميت ولا تصبنّ عليهم وابل شتائمك ،

أرجوك دعهم يرقدون في قبورهم ،

"لا تسبوا أباه ، فإن السب يؤذي الحي ولا يبلغ الميت" محمد –عليه السلام- متكلما عن عكرمة بن أبي جهل ، أبي جهللللللللللل !



هذي نقاط سريعة ، وربما التدوينة هذي ليست كسابقتيها ،

لكن حياكم : )



المحترم : عبدالرحمن :d

الأربعاء، 28 يوليو 2010

مشعل وشهد و..عواطف !


مشعل وشهد و..عواطف!



ربما يبدو للوهلة الأولى أن هذه الأسماء هي أسماء لأناس يسكنون في حي "النَفْلْ" ويركبون المرسيدس 2010 وينوون أن يُبدلوها بـ 2011 فور وصولها ، وبالأمس كان عشاؤهم "أبل بيز" !


لكن الحقيقة يا سادة غير ذلك !

نعم غير ذلك! هي مغااااااايرة تماما .

تعالوا نعرف من هم ؟!



أمممممممممممم والدهم كان عسكريا في قطر في إحدى القطاعات التابعة لمملكة الإنسانية!

ولأن أمه ليست سعودية ودمها ليس دماً طاهرا مقدسا كريما تم فصله من علمه!

فُصل في قرار محسوب النتائج ومعروف المآلات وليس تعسفيا أبدا .

وعاد إلى وطنه ، إلى من قيل فيهم :

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة * وأهلي وإن ظنوا عليّ كرامُ .

أممممم أتعلمون ؟ لا أعتقد أن "جمعان" بلاده عزيزة عليه!

بل أجزم بذلك .



الآن هو يعمل مشرفا على العمال الذين يقومون بغسيل السيارات في شركة مّا!

نعم هو مشرف على عمال!

كم يستلم يا تُرى ؟ 3 آلاف ؟ 4 آلاف ؟ 10 آلاف ؟

هو مشرف ولذلك ممكن أن يصل لهذا الحد .

يا سادة يا كرام "جمعان" يستلم 2255 ريال سعودي تودع في حسابه كل 25 من الشهر الهجري .

نعم 2255 فقط!



المبلغ للأكل والشرب والكهرباء والملابس ووقود السيارة وفواتير الجوالات وحاجيّات البيت وووووو !

دقيقة دقيقة !

2255 !

نعم هذا المبلغ فقط!



"جمعان" لا يملك بشتا "يمسمسه" كلما دخل على طويل العمر .

ولا يعرف دليلا لكي يبيح ظلما .

وليس مديرا في جهة حكومية تدير أشغالها شركة له! ويسرق جهته الحكومية عن طريق شركته!

ولم يولد وفي فمه "ملعقة من ذهب عيار 21 " ويصرف له مبلغ وقدره .

لا لا أبدا!

هو لا يملك أي شيء!



أتساءل فعلا هل يجد هذا الأب قرشا واحد لينحره هديّة لأبنائه وبناته ؟!

كيف له أن يُفرح مشعل ؟!

مشعل نجح في المرحلة المتوسطة ،

كيف يُعبّر له الأب عن فرحته ؟!



شهد في الأولى متوسط !

بنت !

نعم بنت ! كيف يراعي الأب مشاعرها وأحاسيسها يوم نجاحها ؟!

هل تخنقه العبرة وهو يقول لها : "بعدين إن شا الله يا شهودة أبجيب هدية" ؟

وهو يعلم أن "بعدين" هذه مستمرة إلى أن تأتي معجزة ويُصرف له مبلغ من زكاة أو شرهة أو غيرها .



أفنان البنت الكبيرة لـ "جمعان" طالبة "المفترض" أنها جامعية .

على فرض أنها تعيش في مكان يصلح للعيش ، وليس في أراضي للنهب والسلب والإقطاع الـمُـشرّع!

أكملت سنة واحدة فقط ثم انقطعت !

ليس لأن والدها لديه انتداب لباريس يستلم يوميا فيه 1200 ريال .

وليس لأن والدتها قد تزوجها صاحب سمو ولم تعد بحاجة لعطف الناس .

لا لا لا لا لا يا سادة .


كل هذا لم يحدث ! ما حدث هو أن عواطف تركت الجامعة لأنها وبكل بساطة لا تملك النقود لكي تفعل ذلك .

نعم نعم صحيح أن بلادنا حرسها الله وفّرت الدراسة المجانية!

يا للحماقة!

مكافأتها الجامعية ضاعت بين كتبها ومصاريف أعمالها الجامعية وفي وجبة "هرفي" تمناها إخوتها من 3 أشهر!

إي والله!

أقسم بالذي أحياني أنها من 3 أشهر ,



والمكافأة كانت تُصرف في أغراضها الخاصة –لأن المفترض أن من حقها أن تفرح- المفترض طبعا !

أحيانا تُريد "عواطف" أن تزور والدتها فيعتذر زوجها!

هل لأنه لا يجد وقتا لأنه يصرّف أمور الأمة ويسيرها نحو العلالي؟!

أو لأنه لا يكاد يخرج من مجلس طويل العمر ؟!



لا!

بكل بساطة أن الرجل تمر عليه أيام تجلس سيارته بدون وقود!

بدون وقود!

نعم ، ويحتال على زملائه في العمل بكل عذر لكل يوصلوه!

بقي أن أخبركم أن هذه الأسرة تبيت الليالي ذوات العدد لم يذوقوا اللحم بكافة أنواعه!

يعيشون في بلاد التوحيد والعز –حرسها الله- وهم لا يجدون نقودا لكي يأكلوا لحما!

يا للعار!



أتساءل فعلا :

-في ليلة العيد ما هو موقف "جمعان" من عائلته ؟ هل سيلومونه لأنه لم يكن عبدا ذليلا حقيرا لدى من يريدون ذلك؟!

-هل سترضى لطيفة ذات 18 ربيعا أن تلبس لبس العيد الماضي –الذي استلف أبوها قيمته من صديقه- ؟

-أي حب ووفاء وانقياد وولاء نطلبه من هذه العائلة ؟

-ما هو موقف "مشعل" وهو يحضر خطبة جمعة ضمن "البرنامج الفكري" لوزارة الشؤون الإسلامية ، الذي يكرس حب الوطن والانتماء له ؟!

-ما ذا تفعل "عواطف" عندما يقول لها ابنها "صالح" : [يمه ، نبي نروح للملاهي مع خالتي] ؟!

على فكرة زوج خالته أهدى صديقه قلما قبل يومين بـ 2600 ريال !

-توالت الاتصالات على "أفنان" : وينك أفنان ما نشوفك في الجامعة ؟ ، فاقدينك والله يا عمري ، بتجين بكرا ؟ ، ما موقفها ؟!



يا سادة ،

قفوا وتأملوا واشكرا نعمة ربّكم وانفقوا وارحموا واعطفوا وألينوا قلوبكم ،

ابذلوا حبا ورحمة ، ابذلوا نقودا وتوضعا ،

أسدوا لربكم شكرا وحمدا ، قدموا له قرابين الثناء والامتنان .



بالمناسبة "جمعان" خضيري !

ربما هذا يهون المصيبة!



عبدالرحمن البدر

ذات ذهول! – 11/7/2010 م .


الجمعة، 23 يوليو 2010

لوحة عتيقة في غزّة !

*الصورة من أحد الأصدقاء في الفيس بوك .
[ بطولة غزاوية ].. !

قاطرة تكدس فيها الكبار والصغار والنساء..
الجو معطر بدم الشهداء..

الطرقات رصفتها جماجم الأطفال..


لوحة عتيقة..حبر عليها..

[ مخبز ]..

صواريخ تنهمر من حولهم..

وأصوات سيارات الإسعاف تصم أذانهم..
بدأ توزيع شيء يسمى - تجاوزا - : "خبز"..

حصل بعضهم على حصته..
وما إن أرادوا الرجوع إلى مساكنهم..

سقط في وسطهم صاروخ صهيوني..

فاختلط دقيق بـ دم.. وأشلاء بـ بقايا أرغفة..
وفاحت رائحة الموت..
وأعلن عند العرب أن ثم قصف على غزة وسقط على إثره 17 شهيدا..و 35 جريحا..

استرجع أحدهم وحوقل..ولعن اليهود..
وأدار عدة قنوات ليتابع..[ البطولة الخليجية ]..

،

جن عليهم الليل هناك..

جثث ملقاة..
أشلاء مفرقة..
دماء نازفة..
بيوت مهدمة..
مستشفيات متهالكة..
كهرباء مقطوعة..
معيشة معدومة..
أمهات ثكالى..
أطفال يتامى..


[ رائحة الموت تعبق في سمائهم..ويخالطها رائحة عزة وصمود.. ]


باختصار..
[ في غزة..
حياة..بلا حياة.. ]


عبدالرحمن ،
-أيام حرب غزة-