آيات وخواطر2
*جهد بسيط في محاولة تدبر بسيطة ،
- [ وما كان الله ليضيع إيمانكم ]
سبحانك ربي ، لن تضيع جهدنا ، يقيننا ، تعبنا ، نصبنا ، لن تضيع نقودنا وأوقاتنا سدى ، ستجازينا بفضلك .
تعاملنا بطبعك وليس بفعلنا ، سموت في علاك وتقدست .
ربّي لن تضيع رجائنا ، يقيننا بنصرك ، حبنا لدينك ، لن تخذنا يا ربّ ،
لن تضيع عملنا ورجائنا الدنيوي والأخروي ، بل ستوفقنا وتعيننا .
- [ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]
معنى رائع وجميل ،
لكل قبلته ، لكل فكره ، لكل علمه ، لكل ولاؤه وحبه ،
هل المطلوب أن تضايقهم ؟ أن تصادمهم ؟ أن تهاجمهم ؟
لا ، " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" استبقوا ،
عليك نفسك فقوّمها وزكّها ،
استبقوا العمل والخير والحب وتزكية النفس والبذل والإيمان ،
لم يقل تسابقوا ، بل "استبقوا" ابتدروا ، وإن حصل فاقترعوا ،
- [فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]
اذكروني أذكركم !
معنى هاااائل جدا ، معنى ذلك أن الله سيذكرك بمعيّة ملائكته وسدنة عرشه ،
ربما سمع ذكره لك جبريل أو ميكائيل ، ربما ذكروك معه ،
بمجرد أن تذكره سبحانه وتعالى ، فسيذكرك .
اذكره في نفسك وسيذكرك في نفسه ،
اذكره وناجِه وأحببه ، ولا تأسف فهو أكرم الأكرمين .
-[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ]
هذه قطعيّة لا يملكها إلا محمد عليه السلام ،
اتّبعني يحببك الله ، أطعني واقتدِ بي تصل لربّك وتَنَلْ مرضاته .
أنت تدعوا الناس وتحاول إرشادهم ولكن تذكر! ، ليس لديك قطعيّة محمد .
- [ ...وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ]
وردت الآية في سياق أحكام الطلاق ، ولكن معناها أعتقد أنه متعدي لكل مناحي الحياة ،
بعد الخلاف والشقاق والنزاع الذي تمتلئ به حياتنا ليس الأفضل أن تنتقم أو أن تعرّض بخصمك أو تقبّح صورته ،
لا ، "أن تعفوا" هو أقرب وأرجى للتقوى ،
العفو معنى سامي راقي ، لا تستطيعه إلا النفوس الكريمة ،
" وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" ، لا تكن لئيما ، لا تكن ناكرا للمعروف ،
لا تنسى إحسان من حولك لك ، لا تنس بذلهم ، لا تنس عطائهم ،
قبل أن تتصرف مع أحد لا تنس فضله عليك وبذله لك ، وإن لم تجد فــ " أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" .
- [ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ]
لست يا محمد وكيلا على أحد ،
"ما أنت عليهم بمسيطر" ، لست من تدخل الناس النار والجنة ،
ليس نائبا عن الله في أرضه ولا مفوضا باسمه ،
وهم ليسوا على صواب ، فـ ذرهم ، سيأكلون ويبغون ويبطشون ، ويستهزئون ويحقّرون ،
وربّنا يلهيهم بالأمل ، يزين لهم عملهم ، يمهلهم ولا يهملهم ،
لكن! ، سوف يعلمون ، وكفى به تهديدا من رب العالمين .
أنت هو أنت فقط ، في حياتك ومماتك وبعثك وحسابك وجزائك .
- [وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ]
لا تخضعوا ، لا تذعنوا ، لا تذلوا أنفسكم ،
لا يصبكم اليأس والإحباط والملل ،
لأنكم أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، مؤمنين حقا ،
إيمانكم الذي يوجب عليكم العمل والبذل والتضحية ،
إيمانكم الذي يُحَتّم عليكم أن تستبقون مع الأمم الأخرى في درب الحضارة .
لا تَهِن ولا تحزن ، لأنك أنت الأعلى والأعظم والأرقى ، بعملك وسعيك وبذلك المنطلق من إيمانك وصنع يدك .
- [ ... فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ... ]
قصة آل عمران قصة ملحمة ابتهال وحب ورجاء ،
قصّة تسليم وانقياد واستسلام لله وحده ،
قصة إخلاص وصدق ،
فجازاهم ربهم بأن تقبّل مريم بقبول صالح وأنبتها نباتا حسنا ، وبارك فيها وفي ابنها .
أخلص لربك وأحببه صدقا ، أطعه والتجئ له ، ولن يخيّبك الكريم –سبحانه- .
- [وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا... ]
كمال العدل والإنصاف والتبيين ،
بدأ بالإيجابي من عملهم ، مع أنهم أهل كتاب وليسوا مسلمين .
والمقام مقام تحذير منهم وعتاب لهم ، ولكن بدأ بإيجابياتهم .
الإنصاف والعدل ، يفيد الشخص المعني بالكلام ، ويفيدك أنت لأنك تربّي نفسك على ذلك وتجبرها عليه إجبارا . - [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ] ،
البكاء ليس المقصود من التدبر أبدا أبدا !
نعم البكاء لوحده فقط ليس مقصودا ، وإنما المقصود ما وراءه من العمل والوهج الروحي الــمُتّقِد في نفس الشخص .
أيضا المقصود من تلاوة القرآن وتدبره هو تفهم المعاني والقيم الداعية للعمل والتميز والبذل في آياته ،
ليس شرطا أن تبكي أو تتباكى ، المهم أن تعمل وتطبق ما سمعته وتدبرته .
"يتوكلون" ! ، لن يتوكلون قطعا في البكاء ! قطعا !
سيتوكلون على ربهم في الفعل والنزول للميدان والبذل ،
سيتوكلون على ربهم في مواجهة المصاعب والمشاكل المحيطة بهم في عملهم .
فكّر كم شخص يصلي التراويح ويبكي بحرارة ، ثم يخرج ليغشّ أو يكذب ؟! - [ فآتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ] ،
الله عزّوجل لم يفرض علينا أعمالا لا تناسب طبائعنا وغرائزنا ،
بل حتى الجزاء لبّى فيه بعض ما نتطلع له أحيانا ،
الله يعطيك ثواب الدنيا قبل الآخرة ، يعطيك النعيم والحب والسعادة والهناء ، ويرزقك في الآخرة النعيم والجمال والحبور والراحة .
خاطب من أمامك بما يحبّ ، رغّبه وحببه للعمل . - [...ومن يغفر الذنوب إلا الله... ] ،
سبحانه جل وعلا ، تعالى وتقدس ،
الناس بالعادة إن خافوا من شيء هربوا منه ، أما الله العليّ الرحيم نخاف منه ونهرب له !
نهرب له ونلتجئ ونتودد له ، نرجوه ونطلبه ونتمسكن إليه ،
مع كل ما تطلبه من ربك وترجوه ، تذكر أن ربك أرحم بك من نفسك . - [ إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ] ،
الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء أبدا ، ولا يفوته أي عمل من أعمال عباده ،
الخفي منها والمعلن ، الخالص والمشوب برياء ، كلها مسجلة ومحفوظة عنده سبحانه .
أيضا الله عزوجل يعلم ذنوبك كلها ، القديمة والجديدة ،
هل تتذكر ذنبا عملته قبل 4 سنوات ؟!
الله يذكره ،
هل تتذكر ابتسامة ليتيم قبل شهرين ؟!
الله يذكرها ،
سبحانه لا يغيب عنه شيء أبدا ،
أنت تتعامل مع أكرم الأكرمين ، وأحفظ الحافظين ، وهو سبحانه فوق هذا كله رحمته سبقت عذابه . - [...أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا... ] ،
خاف القوم من التغيير والتبديل !
وما أشبه بعضنا بهم !
نخاف كثيرا من تغيير اعتقاد أو قناعة لأنها عتيقة ، وكأن قِدَمَها قد حولها لقداسة مطلقة !
لا تتحرج أن تغير قناعة أو فكرة ، وكن أشجع وأعلن ذلك على رؤوس من يهمهم الأمر ! - [ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة... ] ،
آية شاملة لأمور كثيرة متعلقة بالدعوة والإرشاد ،
هذه سبيلي ، حدد الدعوة ومجالها ، ارسم حدودها ومواطن عملها ، باختصار كن منظما ومحددا .
أدعو إلى الله ، أخلص عملك ونيّتك وحبّك وبذلك وتنازلك لله وحده .
على بصيرة ، باختصار : كن واضحا ومَرِنا .
آية عظيمة وملهمة ، تدبرها واقرأها جيدا ، واجعلها شعارك في الحياة إن أردت .
"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا..." آية في نفس المجال .
واجه التخريب المنظم ببناء منظم ! - [...ولا تيأسوا من روح الله... ] ،
سماها رَوْح ، روح تنتشر وتملأ فضاءات التفكير والعمل ،
روح الله عزوجل ، يبعث فيك الأمل والصبر والمثابرة ،
يحدو بك في طريق التغيير والتميز ، يرشدك إن تُهْت وتغيّر مسارك .
استمسك بروح الله وتعلق به ، تجد راحة وحبا وعونا وأملا وصبرا . - [...ونحن له مسلمون ] ،
يا خي أنا مسلم! ،
مسلم! ، كثيرا ما نرددها ويتبادر لنا بمجرد سماع الإسلام الصلاة والزكاة والحج والجهاد فقط!
وهذا خلل كبير !
الإسلام هو الحب والتسامح ، الإسلام هو الحفاظ على البيئة ، الإسلام هو العادات الجميلة والأخلاق الرائعة ، الأخلاق هو العلاقات الراقية الوفيّة ، الإسلام هو الاقتصاد الناجح .
قَصْرُ مفهوم الإسلام على الجانب التعبدي التقليدي حجّم من دور الإسلام الإصلاحي .
عبدالرحمن ،